آخر الأخبار

جاري التحميل ...

المغرب بعد خطاب الملك: التحدي وعودة أساليب القمع


المغرب بعد خطاب الملك: التحدي وعودة أساليب القمع

تقرير: محمد أمزيان – إذاعة هولندا العالمية*
Monday, March 14, 2011
تدخلت قوات الأمن بعنف يوم الأحد 13 مارس في الدار البيضاء لتفريق متظاهرين، واعتقلت قياديين يساريين قبل أن تطلق سراحهم، كما اعتدت على صحافيين كانوا يغطون الحدث. يأتي هذا عقب أيام قليلة من خطاب الملك محمد السادس واعدا فيه بإجراء تعديلات دستورية عميقة واحترام حقوق الإنسان.
التفاف
يخشى كثير من المتتبعين للتطورات الأخيرة من حدوث "ردة" عن مضامين الخطاب الملكي في التاسع من شهر مارس الجاري، وأن ما حدث يوم الأحد ما هو إلا تعبير صارخ عن عودة سياسة القمع التي ظن كثير من المغاربة أنها ولت. كما أنها عززت من جهة أخرى شكوكا لدى شباب حركة 20 فبراير الذين كانوا قرروا مواصلة الاحتجاجات رغم ما جاء في الخطاب الملكي من وعود. وقد وصفت ناشطة ضمن هذه الحركة في اتصال هاتفي مع إذاعة هولندا العالمية الجمعة الماضي خطاب الملك بعملية "التفاف" عن مطالب الشباب في التغيير الحقيقي.
"نحن نرفض ما جاء في الخطاب ونعتبره مجرد التفاف على مطالب الحركة، ونعتبر أن ما جاء به من وعود سبق وأن خطب بها. (...) بل لم يشر إلى المطالب الأساسية والتف حولها. على سبيل:نحن نرفض أن تكون اللجنة (لجنة تعديل الدستور) ممنوحة من الأعلى، من السلطة العليا. في مطالبنا نقول إن اللجنة ينبغي أن تنبثق من الشعب. كما أننا نرفض أن يكون هناك ترقيعات للدستور وأن يتم تجاهل فصل 19 (من الدستور الحالي). نحن نطالب بدستور جديد".
ثورة
ليس هذا رأي كل المغاربة، إذ هناك من يعتبر أن الخطاب الملكي تجاوز مطالب حركة الشباب ليصبح خطابا "ثوريا بامتياز"، كما يصفه الناشط الحقوقي عبد السلام بوطيب الذي ركز على مضامين الخطاب الحقوقية، وخاصة ما تعلق منها بتوصيات هيئة الإنصاف والمصالحة التي سبق وأن شكلها الملك محمد السادس (2004) لطي صفحة الماضي؛ صفحة سنوات الرصاص كما هو متعارف عليه في المغرب. يقول بوطيب:
"الخطاب الملكي الأخير ليس استجابة فقط (لمطالب الحركة) ولكنه خطاب ثوري بامتياز. أقول هذا الكلام، ولا يمكن لي بطبيعة الحال أن أناقشه من كل جوانبه، وسأكتفي فقط بنقطة أساسية اشتغل عليها منذ سنين طويلة، وهي توصيات هيئة الإنصاف والمصالحة. قرار دسترة هذه التوصيات لحظة نوعية وثورية في تاريخنا المعاصر، ذلك أن الأحزاب السياسية سبق وأن رفضت أن يكون هناك نوع من إدماج هذه التوصيات في مقرراتها".
إشعار بالوصول
خطاب الملك محمد السادس ترك في الغرب، على المستوى الرسمي، أصداء إيجابية، وفي المغرب جدد الأمل لدى كثير من المغاربة رغم زوايا الظل الكثيفة و "الغموض" الذي طبعه على حد قول ابن عم الملك الأمير هشام لوسائل الإعلام الغربية. أما شباب الحركة فقد عقدوا العزم على مواصلة الاحتجاجات الشعبية تحت شعار "سلمية .. سلمية" حتى تتحقق مطالبهم. تقول "تيفراز إيذورا"، وهو اسم حركي لإحدى ناشطات حركة عشرين فبراير:
"أعلنا قبل الخطاب أننا سنخرج يوم عشرين مارس، وسنصدر بيانا للرأي العام أن الخطاب مجرد التفاف رغم بعض الإشارات الإيجابية ورغم أن الخطاب يمكن اعتباره رسالة وصول لمطالب الشعب، وأنه (الملك) لم يسكت وأنه رد بشكل من الأشكال. ولكننا نحن لسنا راضين عما جاء في الخطاب ونطمح للأكثر، لتغيير يمكن اعتباره تغييرا جذريا في المغرب".
الحركة، على لسان "تيفراز" ترى تواصل الملك مع الشباب شيئا إيجابيا، لكن الوعود تبقى نظرية وليس هناك ثقة. "لا ثقة في خطابات ووعود سبق وأن وعدنا بها".
صدمة
كلمة "تحايل" اعتبرها عبد السلام بوطيب صادمة، لأن ما وصله المغرب من إصلاحات على الصعيد السياسي والحقوقي لم يأت صدقة أو هبة، ولكن "بدموع أمهاتنا":
"كلمة ’تحايل" تصدمني. أنا عرفت السجون والمعتقلات، عرفت الحرية والمساهمة في بناء أفكار وفي بناء المغرب الذي يتسع للجميع. ما وصلناه لم يكن صدقة أو هبة، ما وصلناه اليوم في المغرب وصلناه بدموع أمهاتنا وآبائنا وجهودنا. لذا لا يمكن أن نقول في حق سنوات طويلة من النضال تحايلا. الذي يقول بهذا لا يعرف معنى أن تناضل ديمقراطيا وأن تحقق مكاسب ديمقراطية".
*بالاتفاق مع إذاعة هولندا العالمية

عن الكاتب

ABDOUHAKKI

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة لـ

مدونة خاصة بالدستورالمغربي

2017