آخر الأخبار

جاري التحميل ...

من يصون حقوق الملك؟

من يصون حقوق الملك؟

د.رضوان زهرو



من يصون حقوق ملك انحنى مرارا ليقبل طفلا معاقا أو ليسلم على شيخ مسن أو عجوز بلغت من الكبر ما بلغت. يصافح ويعانق ويرد التحية بأحسن منها . يخاطب، فينطق بالكلم الطيب و يقول القول الكريم ، من دون تهديد أو ترغيب أو ترهيب ، كما يصنع غيره من الحكام هذه الأيام.
من يصون حقوق ملك أنصف المرأة وكرم الرجل ومنح الطفل جنسية أمه وأبيه ، نبش في الماضي ليبحث عن الحقيقة ، استمع فأنصف وصالح وجبر وعوض ، فطوى بذالك و نهائيا صفحة
مؤلمة من تاريخنا المجيد .
من يصون حقوق ملك مافتئ ينادي بإصلاح التعليم واستقلال القضاء ومحاربة الرشوة وتخليق الحياة العامة وتوسيع الطبقة الوسطى ومحو الأمية وتحقيق التنمية البشرية . واليوم نراه يدعو ملحا لتفعيل الإصلاح الشامل ومراجعة الدستور ، دون الخضوع لظرفية أو مرحلية وإنما لمتطلبات ديمقراطية حقة ومستلزمات تنمية مستدامة .
من يصون حقوق ملك يتفقد الرعية باستمرار، يصل الرحم يبني ويشيد .وأينما حل أو ارتحل إلا وتتعالى الأصوات هاتفة بكل حب و وفاء : عاش الملك والشعب يريد الملك . إنه شعب لم ولن يتنكر لتاريخه وحضارته وثوابت دولته.
دولة الحب هذه ثابتة ، لا يضرها من خالفها، من مثل أولئك المساكين ، سجناء التاريخ والثرات أو الإديولوجيا و سنوات الرصاص. أولئك الدين خرجوا رغم اختلافاتهم الصارخة، جنبا إلى جنب ، اليد في اليد والكتف على الكتف، يصيحون بأعلى أصواتهم أن حي على الخلافة الإسلامية حي على الجمهورية العلمانية , أوإن وجبت ولا مناص فلتكن على الأقل ملكية برلمانية ، كما يريدها ذاك الذي لم يقدم في الإصلاح غيرها، توقف به الزمن عندها . ودون أن يعرف معناها، ضل يرددها ولا شيء سواها، ثابتا لا يتزحزح، لا يتقدم أو يتأخر. أو كالذي حرك لسانه ، من بعيد حيث يقيم، من مهبط الوحي ليستنكر به الآن قبل فوات الأوان لجنة الدستور وبيان العلماء ، في حين لم نسمع له صوتا أو نحس له ركزا،عندما حرم زملائه هناك خروج الناس، في سلم وسلام، يطالبون بصون حقوقهم وحماية حرياتهم . أو مثل الأخر الذي ادعى أن خطاب الملك حول الإصلاح خطابه وما جاء فيه مقتبس من مذكرة حزبه وأن الأطفال الذين أتت بهم فضاء حواره إنما هم شباب 20 فبراير،ساندهم و فتح لهم مقراته وتبنى أفكارهم وتطلعاتهم ويراهن اليوم عليهم لتحقيق الإصلاح وإنجاز التغيير. ومن دون ذلك ،فسيعود الشيخ إلى صباه وإلى صفوف الجماهير والقوات الشعبية ، حيث يعتقد بأن الطبقات الكادحة لازالت بعد طول غياب تنتظره، ليستأنف بها وعلى حسابها لعبة السياسة من جديد .
وإذا كانت دولة الحب ثابتة، فما علينا إلا أن نحميها ونحصنها ونحافظ عليها، فنسارع إلى إعادة الإعتبار لأحدى ركائزها الأساسية، ألا وهي مدرستنا العمومية،حتى تقوم بدورها كما كانت حيث ساهمت في الماضي بقوة في زرع الروح الوطنية و ترسيخها في نفوس أجيال متعاقبة، ظلت على مر السنون مرتبطة بجذورها معتزة بتاريخها ، تقدس الوطن وتموت دونه ، تعر ف أعلامه ورموزه ، تفتخر بهم وتحترمهم ، فلا تتجرأ عليهم . أجيال صعب بل استحال تغريبها أو شروطة أفكارها أو زعزعت عقيدتها .
وكما للشعب حقوق وعلى الملك صيانتها ، فإن للملك أخرى أدق وأعمق: احترامه وتقديره، فلا تنتهك حرمته. كذلك السمع والطاعة في معروف والنصح والنصيحة والدعاء له بأن يهيئ الله له البطانة الصالحة، التي تأمره بالخير وتدله عليه ويجنبه بطانة السوء، التي تشير عليه بالسوء ، البطانة ذات النزعة الانتهازية، التي تجعل مصلحة البلاد عرضة للاستغلال والمصادرة وضحية للمكائد والدسائس والدسائس المضادة وشد الحبل والإبتزاز والتلاعب بالميزانيات وتعطيل المشاريع والأوراش ومصالح الناس .

عن الكاتب

ABDOUHAKKI

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة لـ

مدونة خاصة بالدستورالمغربي

2017