في الأسلوب فقط..!
عبد الحميد جماهري
النقاش الذي يدور اليوم، في الربع الساعة الأخير قبل الإعلان عن الدستور، فيه شيء ما مشرق. فمهما كانت المواقف التي نمانع فيها عبد الإله بنكيران وحزبه، ومهما كانت مواقفنا من سعي القضاة وجزء من مؤسسة العلماء في البلاد، فإننا، لأول مرة في مغرب الدستور، نخوض نقاشا علنيا، ونقاشا في عمق الإشكالات التي يطرحها علينا المغرب القادم.
يمكن القول إن هذا النقاش، يرتفع كثيرا عما كان في مغرب ما قبل 20 فبراير ومغرب 9 مارس، مغرب كان سقفه السياسي، المتداول علنا والمحتمل، خفيضا، اللهم من مطالب دستورية لم تكن تحظى بانخراط الطبقة السياسية، إن لم نقل إنها كانت تعارضها.
ويمكن القول، أيضا، إن ما دافع عنه بنكيران، وما ردت به الهيئات والأقلام التقدمية والديموقراطية، هو جزء من نقاش عميق، له خلفيته الفكرية والإيديولوجية، سواء تعلق الأمر بالهوية أو بمعنى الديموقراطيةوتنزيلها في أرض الإسلام.
ويمكن القول ثالثا، إننا نناقش تحت سقف مؤسساتي لم يتحدد بالكامل، وأن المقارعات تتم تحته وهو في طور البناء، وبالتالي تحررنا من الصمت والتقليدانية والأساليب العتيقة في تدبير قانون الأمةالأسمى..
ويمكن القول إن الفصل في الأمور لن يعود إلى خبراء فرنسيين، يقتطعون من تاريخهم المؤسساتي والسياسي ما يرون أنه قادر على رعايتنا إلى حين نبلغ الفطام الديموقراطي.
ويمكن القول، أيضا، إن الناس تناقش بدون حراب فوق رأسها، وأن إشكال الدولة المدنية لم يعد موضع مساءلة استنكارية، بقدر ما هناك أسئلة يعتقد المجتمع أنه قادر على الإجابة عنها.
كما يمكن أن نضيف أن هذا النقاش وهذا الحراك الرسمي، والذي يتم في وعبر القنوات «التقليدية»، أي بدون الشارع، هو حراك ينزع عن الدستور القادم صيغة قدحية تقول إنه ممنوح. فهو ليس جاهزا ومعلبا، بل هو قابل لكل «المفاوضات» التاريخية أو غير التاريخية الممكنة.
لقد تعلمنا، في ما يبدو أن «التفاوض» التاريخي لا يخاف من أشعة الشمس ومن ورق الصحف ومن الفضاءات العامة..
وهذا أساسي لتحرير السياسة من دهاليزها، وتعلمنا أنه لا يمكن للشعارات أن تخلق دوما إيقاع التاريخ أو ورقة الصولفيج التي بوسعها أن تقدم لنا موسيقى تطرب الجميع.
وتعلمنا، أيضا، أن العمق الفكري والجدال سيتم من الآن فصاعدا على قاعدة صلبة، ولا تتعثر في الجزئيات والتاكتيكات، بقدر ما سيقوم النقاش لكي ينمو ويخصب ويينع، داخل الحقل السياسي الذي كان مصابا بالكثير من الأورام.
6/17/2011
عبد الحميد جماهري
النقاش الذي يدور اليوم، في الربع الساعة الأخير قبل الإعلان عن الدستور، فيه شيء ما مشرق. فمهما كانت المواقف التي نمانع فيها عبد الإله بنكيران وحزبه، ومهما كانت مواقفنا من سعي القضاة وجزء من مؤسسة العلماء في البلاد، فإننا، لأول مرة في مغرب الدستور، نخوض نقاشا علنيا، ونقاشا في عمق الإشكالات التي يطرحها علينا المغرب القادم.
يمكن القول إن هذا النقاش، يرتفع كثيرا عما كان في مغرب ما قبل 20 فبراير ومغرب 9 مارس، مغرب كان سقفه السياسي، المتداول علنا والمحتمل، خفيضا، اللهم من مطالب دستورية لم تكن تحظى بانخراط الطبقة السياسية، إن لم نقل إنها كانت تعارضها.
ويمكن القول، أيضا، إن ما دافع عنه بنكيران، وما ردت به الهيئات والأقلام التقدمية والديموقراطية، هو جزء من نقاش عميق، له خلفيته الفكرية والإيديولوجية، سواء تعلق الأمر بالهوية أو بمعنى الديموقراطيةوتنزيلها في أرض الإسلام.
ويمكن القول ثالثا، إننا نناقش تحت سقف مؤسساتي لم يتحدد بالكامل، وأن المقارعات تتم تحته وهو في طور البناء، وبالتالي تحررنا من الصمت والتقليدانية والأساليب العتيقة في تدبير قانون الأمةالأسمى..
ويمكن القول إن الفصل في الأمور لن يعود إلى خبراء فرنسيين، يقتطعون من تاريخهم المؤسساتي والسياسي ما يرون أنه قادر على رعايتنا إلى حين نبلغ الفطام الديموقراطي.
ويمكن القول، أيضا، إن الناس تناقش بدون حراب فوق رأسها، وأن إشكال الدولة المدنية لم يعد موضع مساءلة استنكارية، بقدر ما هناك أسئلة يعتقد المجتمع أنه قادر على الإجابة عنها.
كما يمكن أن نضيف أن هذا النقاش وهذا الحراك الرسمي، والذي يتم في وعبر القنوات «التقليدية»، أي بدون الشارع، هو حراك ينزع عن الدستور القادم صيغة قدحية تقول إنه ممنوح. فهو ليس جاهزا ومعلبا، بل هو قابل لكل «المفاوضات» التاريخية أو غير التاريخية الممكنة.
لقد تعلمنا، في ما يبدو أن «التفاوض» التاريخي لا يخاف من أشعة الشمس ومن ورق الصحف ومن الفضاءات العامة..
وهذا أساسي لتحرير السياسة من دهاليزها، وتعلمنا أنه لا يمكن للشعارات أن تخلق دوما إيقاع التاريخ أو ورقة الصولفيج التي بوسعها أن تقدم لنا موسيقى تطرب الجميع.
وتعلمنا، أيضا، أن العمق الفكري والجدال سيتم من الآن فصاعدا على قاعدة صلبة، ولا تتعثر في الجزئيات والتاكتيكات، بقدر ما سيقوم النقاش لكي ينمو ويخصب ويينع، داخل الحقل السياسي الذي كان مصابا بالكثير من الأورام.
6/17/2011
إرسال تعليق