آخر الأخبار

جاري التحميل ...

الذين ردعهم المشروع الجديد للدستور!!

الذين ردعهم المشروع الجديد للدستور!!





عبد الحميد جماهري
/ hamidjmahri@yahoo.fr
كل الذين يناقشون الدستور الجديد اليوم لا ينتبهون إلى كل الذين سيضعهم المسار الجديد خارج التاريخ، وسيسقطون مع أول يوم، إن لم يكونوا قد سقطوا منذ الإعلان عن المشروع في الخطاب الملكي الأخير.
كل الذين كانوا لا يرون في مطالب الدستور سوى مناورات أو محاولات للي ذراع الملك والملكية، أو هروب إلى الأمام.
كل الذين كانوا يعتبرون أن الشعب لا يصلح للديموقراطية،
وللملكية البرلمانية، لكنه يمكن أن يتحول إلى رصيد مشبوه في حساباتهم السياسية
والبرلمانية والجماعية.
كل الذين اعتقدوا بأن المغاربة لا يعرفون السعادة إلا لحظة الزواج أو الولادة، وأنها بعد ذلك اختصاص ذوي الياقات البيضاء، والأسنان الأكثر نصاعة..!
كل الذين كانوا ينهضون ليلا، وبلا سبب واضح للتصفيق على صورة قديمة بالأبيض والأسود..
كل الذين اعتبروا أن الإصلاح هو مشروع شركة لتسويق الناس الذين لا يراهم الشارع عادة، ولا يعرفهم المغاربة في أماكن أخرى غير شاشات التلفزيون وفي صور المجلات الصقيلة..
كل الذين كانوا يقولون نعم بدون الحاجة إلى استفتاء حول خيارات فقط لكي يضمنوا ريعهم السياسي المريح..
كل الذين اعتبروا أن القداسة هي أن تسكت وأن تعتبر الإصلاح اختصاصا غير مغربي..
سقطت، ومنذ اليوم الأول لإقرار دستور عميق، التوجهات السياسية الراديكالية في تعطيل البلاد، ودخلت بدورها في المأزق الشامل لنفسها.
سقطت الخيارات الراديكالية في قتل السياسة، ودخلت بدورها في الأزمة الراديكالية لنفسها..
سقطت النظرة المتعالية التي تعتبر أن السياسة هي مجرد ترتيبات ذكية بين أناس أذكياء يقضون أطول الوقت في المسابح، وقليلا من الوقت في الشارع العام.
لقد سقطت أيضا نظرية الذين يقولون إن المغاربة غير ناضجين للديموقراطية وغير ناضجين لملكية برلمانية، وأنهم لابد من أن يوضعوا في حاضنات إلكترونية يتولاها خبراء خاصون ..ونادرون جدا.
سقطت النزعة التي أرادت أن تجعل من المجتمع المدني بديلا لكل المجتمع عموما وللمجتمع السياسي خصوصا.
سقط التحالف بين نزعة المجتمع المدني بقسوة، ونزعة الخيار التقنوقراطي بالقوة..
سقط الذين فتحوا محلات خارج القانون لفك شيفرات الرسائل السياسية وإصلاح أدوات استقبال الإشارات من الأعلى..
واليوم اعتبروا أن «كل شيء قابل للبيراطاج»(piratage) إذا كان ذلك؛ يزيد من التباس الوضع وتسلل الفاسدين إلى خزينة الدولة والمال العام وإلى قلب البلاد لكي يزرعوا فيه دودة التعفن..
سيسقط الذين اعتبروا أن مطالب الشعب المغربي هي ذريعة لكي يزرعوا الرعب فيه وفي المسؤول عنه ومناسبة لكي يشيروا بأصابعهم «انظروا إلى هؤلاء الذين لا يفقهون، كيف يريدون أن يصبحوا مواطنين»! أيضا؟
وكل الذين اعتقدوا أن الفساد شريعة وقانون في الغرب، عليهم أن يشعروا بالحاجة إلى الخوف والقشعريرة، لأن الشعب المغربي اليوم يشعر بأن المسودة الجديدة نافذة لكي يدخل هواء جديد إلى المؤسسات العمومية وإلى المجالس وإلى دهاليز الاقتصاد الوطني..
والذين كانوا يعتبرون أن المغرب محكوم عليه ألا يفكر في تحديث عقله الجماعي، وأن المستقبل الوحيد الممكن هو بقاء الماضي، مع شفط اللحوم وترطيب الجلد وقليل من الألوان الجديدة..
الذين حاولوا أن يقنعوا المغاربة أن صناديق الاقتراع لا تأتيكم بخير، وأنها لا تعني سيادتكم على قراركم..
أصحاب المأزق الشامل واليأس الشامل والتهريب الشامل لإرادة الأمة.
الذين قضوا العقود الأخيرة يبتهجون بأنهم استطاعوا أن يقنعوا جزءا من الشعب بأنه لا ضرورة لدخوله إلى الحلبة لكي يصارعهم..
هؤلاء كلهم تگردعوا بلغة الدستور الجديد وآفاقه!
6/27/2011
مقال رئيس تحرير "الاتحاد"

عن الكاتب

ABDOUHAKKI

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة لـ

مدونة خاصة بالدستورالمغربي

2017