آخر الأخبار

جاري التحميل ...

خمسة أحزاب يسارية مغربية تتحد في تكتل لتنسيق المواقف خلال الانتخابات

خمسة أحزاب يسارية مغربية تتحد في تكتل لتنسيق المواقف خلال الانتخابات








محمود معروف
الرباط 'القدس العربي': تعرف الحياة السياسية المغربية حراكا حزبيا تمهيدا للاستحقاقات التي ستنزل الدستور الجديد من خلال مؤسسات دستورية تبدأ في انتخابات تشريعية من المقرر ان تجري في 25 تشرين الثاني (نوفمبر) القادم.
وجرت خلال اسابيع الماضية التي تلت المصادقة على الدستور الجديد يوم فاتح تموز (يوليو) سلسلة تحركات لتكوين تكتلات حزبية تضمن موقعا متميزا في الخارطة البرلمانية الجديدة رغم ان هذا الدستور اكد على ان رئاسة الحكومة ستكون من نصيب الحزب الفائز بالمرتبة الاولى بالانتخابات وليس الكتلة الفائزة وهو ما يبقي لحزب العدالة والتنمية الاصولي المعتدل الحظ في احتلال المرتبة الاولى الذي تمنحه اياه توقعات اغب المحللين السياسيين في حال اجراء انتخابات حرة وديمقراطية ونزيهة.
واعلن في وقت سابق تكتل لم يكتمل حتى الان بين الاحزاب الليبرالية من خلال بيان وقعه كل من حزب الاصالة والمعاصرة والتجمع الوطني للاحرار والحركة الشعبية والاتحاد الدستوري.
وعلى صعيد احزاب اليسار، نشط حزب التقدم والاشتراكية على خلق تكتل للاحزاب اليسارية التي ايدت الدستور الجديد الى جانب محاولته منذ عدة شهور اعادة احياء الكتلة الديمقراطية التي اسسها مع الاتحاد الاشتراكي وحزب الاستقلال بداية التسعينات الا ان حضورها تبدد خلال السنوات الماضية.
وأعلنت خمسة أحزاب يسارية مغربية امس الاثنين أنها ستطلق مبادرات آنية ومستقبلية لإرساء الآليات الكفيلة باستدامة تنسيق المواقف والعمل المشترك خلال مسلسل الاستحقاقات المقبلة التي سيعرفها المغرب والمشاريع الفكرية والسياسية للبناء الديمقراطي الحداثي للمساهمة الفعالة في إرجاع ثقة الشعب في المؤسسات.
وقرر كل من الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية وحزب التقدم والاشتراكية وجبهة القوى الديمقراطية والحزب الاشتراكي وحزب اليسار الأخضر المغربي خلق اطار مشترك لمبادرتهم اطلقوا عليها اسم تنسيقية الاحزاب اليسارية والتي جاءت بعد سلسلة اجتماعات مكثفة عقدتها خلال الاسابيع الماضية.
وأكدت تنسيقية هذه الأحزاب في بلاغ ارسل لـ'القدس العربي' ان سلسلة الاجتماعات التي عقدت بين قياداتها للتداول حول مستلزمات وضرورات الشروع في مبادرات جماعية في أفق توحيد الجهود بما يحقق طموحها المشترك إلى الحداثة والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، 'على ضرورة تنسيق جهودها مع كل القوى الديمقراطية والحداثية، خاصة قوى اليسار التي تتقاسم معها كسب هذا الرهان'.
وأوضحت أن هذه الخطوة تروم إحياء مبادرات التنسيق والعمل المشترك للدفع بمسلسل الإصلاح الشامل الذي تهدف إليه البلاد، والمساهمة في تفعيل المضامين المتقدمة للدستور الجديد، وتحقيق الإصلاحات السياسية والاقتصادية والثقافية التي يحتاج إليها المغرب، انطلاقا من المطالب الأساسية، التي خاض من أجلها اليسار المغربي ومعه الأحزاب الوطنية الديمقراطية معارك ونضالات مريرة منذ عقود.
وقالت البلاغ 'إيمانا منها بأن التحولات النوعية التي يشهدها مغرب اليوم، والتي سرع وتيرتها الحراك الاجتماعي والسياسي الذي عرفته البلاد وعدد من البلدان العربية، تعتبر هذه الأحزاب أنه، 'أصبح من الضروري اليوم العمل على توحيد قوى اليسار ككتلة منسجمة فكريا وسياسيا، ومؤهلة باستدامة عملها المشترك، والانكباب على القضايا الكبرى للبلاد، بتبني مضامين الإصلاح الشامل الذي يتوق إليه الشعب، والمساهمة الفعلية في محاربة مظاهرالفساد بكل أشكاله، وفي توفير الشروط الملائمة لربح معركة القضاء على الفقر والبطالة والأمية والهشاشة والإقصاء.'
وأعربت أحزاب اليسار الخمسة عن اقتناعها بضرورة بذل كل الجهود المطلوبة، والقيام بالخطوات اللازمة لمواصلة الاتصال مع باقي أحزاب اليسار لتأكيد أهمية وضرورة انخراطها، في هذه الظروف بالذات، لتنسيق المواقف والعمل المشترك بغية بناء مستقبل البلاد الذي يعد مسؤولية وطنية، خاصة بالنسبة لليسار والأحزاب الوطنية الديمقراطية، لتأمين الاستقرار الاجتماعي وفتح آفاق جديدة لإرساء حياة ديمقراطية حقيقية تتأسس على العدالة الاجتماعية وصون الحرية الفردية والجماعية والكرامة الإنسانية والقيم الكونية لحقوق الإنسان.
ونفى قيادي في الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ان يكون هدف تكتل اليسار الجديد مواجهة حزب العدالة والتنمية او غيره من الاحزاب بقدر ما يهدف الى خلق تقاليد جديدة في العمل الحزبي المشترك وتفعيل الدعوات المستمرة لتوحيد فصائل اليسار.
وقال لـ'القدس العربي' ان يسارا موحدا يشكل ضمانة لتنزيل ديمقراطي للدستور بغض النظر عن حجم المقاعد التي سيحص عليها احزاب هذا التكتل خلال الانتخابات التشريعية القادمة.
واكدت تنسيقية الأحزاب اليسارية في بلاغها انها 'من منطلق وعيها بأن ممارسة الديمقراطية السياسية لا تقف عند المساهمة في الاستحقاقات الانتخابية رغم أهميتها، والتي يجب أن تبنى على أساس مقارعة البرامج وتنافس الكفاءات السياسية القادرة على التعبير عن التطلعات الشعبية، أنها باتت تعني أكثر فأكثر تدبير شؤون المجتمع في كل أبعاده السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية والبيئية; مما يتطلب العمل عن قرب مع المواطنين لاسترجاع الثقة في العمل السياسي.'
وأوضحت أنه 'انطلاقا من مبادئ التضامن التي تميز دائما أحزاب اليسار، تجدد الأحزاب الخمسة مساندتها لنضالات الشعوب المغاربية والعربية من أجل الحرية والكرامة والتقدم، وخاصة بليبيا واليمن وسوريا، وتدين جرائم أنظمة هذه الدول ضد شعوبها'.



عن الكاتب

ABDOUHAKKI

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة لـ

مدونة خاصة بالدستورالمغربي

2017