هل استوعب الشباب المغربي بلاغة الخطاب الملكي؟
علي الوكيلي
Saturday, March 12, 2011
يلزم المواطن المغربي الكثير من المعرفة التاريخية والسياسية ليفهم مدى الشجاعة والجرأة التي امتلكها محمد السادس حين خاطب الشعب المغربي يوم 09 مارس 2011، لا شيء يعادل هذا الخطاب من كل خطب الملوك المغاربة على الإطلاق، جيل ما قبل الاستقلال وما بعيده ( مواليد ما بين 1920 و 1980 ) لم يتعودوا على سماع مثل الاختيارات الملكية القادمة للدستور التي وردت فيه، الدستور الذي كان حراما محرما، الذي ظل دائما مجالا مقدسا لا يناقش وإذا نوقش لا يعدل وإذا عدل لا يذهب أبدا إلى العمق.
يلزم الشباب أن يكونوا قد سمعوا خطب المرحوم الحسن الثاني حول الدستور ليقارنوا بين كل تلك الخطب وخطاب واحد قوي بليغ، كان بمثابة مفاجآت سارة تثير الفرح والخوف معا، ليس لأن ما وعد به الملك لا يستحقه المغاربة ولكن لأن الدستور الملائم تماما للمغاربة يحتاج طبقة سياسية جديدة مخالفة للاهتراء والتعفن الذي نعرفه اليوم.
يحتاج الدستور المبشر به إلى شباب جديد ودم جديد، إلى مزبلة كبيرة لكل المتعفنين الذين لا يمكن أن ينجحوا التجربة السياسية القادمة المعتمدة على الدستور الجديد. وقد رأينا مستوى العفن الذي وصله السياسيون القذرون رغم أن السلطة السياسية لم تكن كاملة بأيديهم فما بالك لو اجتمع العفن مع السلطة الكاملة؟
هنيئا لنا جميعا بهذه القفزات الدستورية الهائلة ولنستعد لمستلزماته التي لن ينفع فيها استبدال الجلود السياسية وإنما البحث عن طبقات سياسية تتقدم بنا إلى الأمام، لا القديمة التي أحالتها التجربة إلى خرق بالية، ولا الجديدة التي تتراجع إلى خلف الخلف، إلى تصورات لينين وستالين وتروتسكي المتهالكة، أو إلى محمد بن عبد الوهاب وأشباهه وأتباعه ممن يلزمنا معهم فتوى لنعرف كيف نتنفس دون أن نضل الضلالة الكبرى، نريد دستورا جديدا لشعب جديد منبعث مندفع إلى الخلق والإبداع من أجل مغرب ديموقراطي حداثي.
علي الوكيلي
Saturday, March 12, 2011
يلزم المواطن المغربي الكثير من المعرفة التاريخية والسياسية ليفهم مدى الشجاعة والجرأة التي امتلكها محمد السادس حين خاطب الشعب المغربي يوم 09 مارس 2011، لا شيء يعادل هذا الخطاب من كل خطب الملوك المغاربة على الإطلاق، جيل ما قبل الاستقلال وما بعيده ( مواليد ما بين 1920 و 1980 ) لم يتعودوا على سماع مثل الاختيارات الملكية القادمة للدستور التي وردت فيه، الدستور الذي كان حراما محرما، الذي ظل دائما مجالا مقدسا لا يناقش وإذا نوقش لا يعدل وإذا عدل لا يذهب أبدا إلى العمق.
يلزم الشباب أن يكونوا قد سمعوا خطب المرحوم الحسن الثاني حول الدستور ليقارنوا بين كل تلك الخطب وخطاب واحد قوي بليغ، كان بمثابة مفاجآت سارة تثير الفرح والخوف معا، ليس لأن ما وعد به الملك لا يستحقه المغاربة ولكن لأن الدستور الملائم تماما للمغاربة يحتاج طبقة سياسية جديدة مخالفة للاهتراء والتعفن الذي نعرفه اليوم.
يحتاج الدستور المبشر به إلى شباب جديد ودم جديد، إلى مزبلة كبيرة لكل المتعفنين الذين لا يمكن أن ينجحوا التجربة السياسية القادمة المعتمدة على الدستور الجديد. وقد رأينا مستوى العفن الذي وصله السياسيون القذرون رغم أن السلطة السياسية لم تكن كاملة بأيديهم فما بالك لو اجتمع العفن مع السلطة الكاملة؟
هنيئا لنا جميعا بهذه القفزات الدستورية الهائلة ولنستعد لمستلزماته التي لن ينفع فيها استبدال الجلود السياسية وإنما البحث عن طبقات سياسية تتقدم بنا إلى الأمام، لا القديمة التي أحالتها التجربة إلى خرق بالية، ولا الجديدة التي تتراجع إلى خلف الخلف، إلى تصورات لينين وستالين وتروتسكي المتهالكة، أو إلى محمد بن عبد الوهاب وأشباهه وأتباعه ممن يلزمنا معهم فتوى لنعرف كيف نتنفس دون أن نضل الضلالة الكبرى، نريد دستورا جديدا لشعب جديد منبعث مندفع إلى الخلق والإبداع من أجل مغرب ديموقراطي حداثي.
إرسال تعليق