آخر الأخبار

جاري التحميل ...

محمود زين الدين، عضو مستقل بحركة 20 فبراير -
تنسيقية الدارالبيضاء: «العدل» و«النهج»
يوظفون الشعب دروعا بشرية حماية لمخططاتهم






محمود زين الدين
الوطن الآن

* ثلاثاء الجموع العامة لم يكن كذلك خلال الأسبوع الماضي بالبيضاء وفجر مستجدات غير مطمئنة بخصوص مصير وحدة الأفكار وعلنية الاجتماعات التي تعقدها حركة 20 فبراير. ما هو السبب الحقيقي لهذا الطارئ؟
** نعلم جميعا بأن حركة 20 فبراير حركة عفوية شعبية تضم بطبيعتها أبناء الشعب المتحررين من أي انتماء سياسي أو ديني، وحتى إن كان لديهم هذا الانخراط فإنه يترك جانبا لفائدة التوجه العام للشعب. لكن، مع مرور الأيام تحولت الحركة من عفويتها وشعبيتها تلك إلى النخبوية، حيث صارت تقودها زمرة من الناس اعتدوا من قبيل المجهولين منذ البداية، إنما بعد ذلك اتضح أمرهم للشباب والرأي العام. ومع كل هذا، وبما أننا من أعضاء الحركة المؤسسين لم نود التضحية بهذه الفرصة التاريخية
التي منحت لبلدنا من أجل التغيير، فاقترحنا على هؤلاء أن يظلوا في المؤخرة ويتركوا أبناء الشعب يقودون الحركة. فارتأوا كرد من جانبهم، خاصة الأحزاب اليسارية والراديكالية كالنهج الديمقراطي والطليعة الديمقراطي، التحالف وخلق ائتلاف مع جماعة العدل والإحسان التي لا يخفى على أحد كونها محظورة وذات إيديولوجية ترتكز على إسالة الدماء ومواجهة السلطة، وأن الإصلاحات الاجتماعية والمطالب الشعبية أمور ثانوية بالنسبة لها. إذ وكما قلت تستهدف أولا التصعيد ونشر الفوضى والعصيان المدني كي يتولد عنه فراغ سياسي، ومن ثمة تحدث هوة تمكنهم من المناسبة السانحة لتنفيذ أجندتهم الحقيقية التي يخفونها منذ سنين. وحتى أعود لذلك الائتلاف الذي أشرت إليه، فقد تأكد بأن أعضاءه يجتمعون في مقرات سرية، وبعد الجموع العامة يعقدون جموعا عامة أخرى سواء في المقاهي أو داخل مقرات أحزاب. الشيء الذي انكشف لاحقا، وحاولنا التنبيه إليه مرارا لكن دون جدوى إلى أن بلغ السيل الزبى. فتقفينا أثرهم الثلاثاء 31 ماي 2011 لنتوصل إلى معلومة إلغائهم الجمع العام من مقر الكونفدرالية الديمقراطية للشغل ونقله إلى مقر حزب الطليعة الديمقراطي بوسط البيضاء. فما كان علينا حينها إلا أن نلتحق بهم للوقوف مباشرة على سيناريوهات ذلك التلاعب. فمنعنا من الدخول وتم صدنا بدعوى أن الاجتماع يخص حزب الطليعة الديمقراطي، وبالتالي لاوجود به لعدليين ولا أعضاء من النهج الديمقراطي ولا الاشتراكي الموحد. لكن وأمام يقيننا بخلاف ما يدعوه كان إصرارنا على مواجهتهم بالحجة واتهامهم بعقد اجتماع سري لغاية تقرير البرامج والخلاصات التي تطرح في الجمع العام.


* وكيف علمتم بالخبر طالما أنه سر يحرص أصحابه على انحصار معرفته بينهم؟
** كل ما في الأمر أن شبابا مستقلين صادف مرورهم بمحاذاة مقر حزب الطليعة دخول الأشخاص المشاركين في الاجتماع إليه، وبحكم أنني أسكن بـ«المدينة القديمة» كان الاتصال بي على وجه السرعة للحضور بعد أن أمدوني بالأسماء الكاملة للمجتمعين. عقب ذلك نقلت الخبر إلى مناضلين آخرين فتحوا من جهتهم قنوات إضافية لإبلاغ شباب آخر. وبقيت رقعة التسرب تتسع على هذا النحو إلى أن وصل العدد 40 شابا. وهم من حاصروا المقر وطلبوا حضور رجال الصحافة حتى يعلم الرأي العام الوطني هوية المتحكم الحقيقي في المسار الاستراتيجي لحركة 20 فبراير.


* بعد معرفة هذا الماسك بنصية الحركة المشتهرة بشعبيتها، كيف أثر هذا الحدث على أجواء الجمع العام الذي تلاه؟
** فضلا عن الخلافات الجانبية التي اشتعلت كان صلب التعارض مبنيا على الموقع المحتمل للمسيرة المقبلة، إذ في الوقت الذي تمسكت جماعة العدل والإحسان بمواصلة التوجه للأحياء الشعبية كـ«شارع الشجر» بـ«سباتة» وشارع «الفداء» بدرب السلطان، عارضنا نحن بشدة هذا الخيار، محذرين من مغبة عواقب التصعيد الذي نعتبره قبل كل شيء وسيلة وليس غاية. فهؤلاء يسعون إلى مواجهة السلطة ورؤية الدماء على الشوارع والطرقات والأزقة، نظرا لاسترزاقهم عليها والعيش بالاتجار في قطراتها، بدليل خطاباتهم التي تترجم أهدافهم من وراء توتر الأجواء واحتقانها، دون أدنى اعتبار أو اهتمام بالإصلاحات الاجتماعية أو غيرها. فالشعب حسب منطق تفكيرهم مطية لبلوغ مآربهم ليس أكثر.


* ألا ترى بأن هذه الحركة التي علق عليها المواطن آماله لتأمين مطالبه المشروعة ماضية في فقدان قدرتها على ضمان تناسقها أولا؟
** الإصلاح لايمكن أن يكون له محل إلا إذا كان رهينا بثوابت البلاد الثلاثة، وهي الإسلام كدين للدولة مع إعطاء الحقوق لكل الأقليات، ثم الروح الوطنية والوحدة الترابية من طنجة إلى الكويرة، وثالثا المؤسسة الملكية وإمارة المؤمنين. أما توجه جماعة العدل والإحسان والنهج الديمقراطي الراديكالي فهو معروف. توجه يؤمن بشيء واحد وهو إسقاط النظام، ولا موقع في تطلعاته للوحدة الترابية. وقد عاينت في بعض الجموع العامة من يتحدث عن الجمهورية الصحراوية. إنهم انفصاليون، ومنهم من يعتدي حتى على الذات الإلاهية، ويعلن مباشرة الرغبة في إسقاط النظام بحجة الشعارات التي يحملها أعضاء من الجماعة والتي تقول «أولهم زين العابدين وآخرهم العلويين»، إلى جانب شعارات أخرى مشبعة بالتطرف. فهذه هي حقيقة أهدافهم وما علاقتهم بالشعب إلا لجعله دروعا بشرية حماية لمخططاتهم.


* وهل هذا يعني في نظرك أن الحركة ساهمت في إيقاظ أحلام الجماعة من سبات سنين؟
** هي مجرد مكبوتات كانت لديهم وفجروها باسم حركة 20 فبراير، وهذه الأخيرة بريئة كليا من تلك التوجهات المتطرفة والراديكالية، لأن باعث الحركة هو الإصلاح وليس الإفساد. وهؤلاء أناس قدموا لإشاعة التخريب في الأرض وهلاك العباد والبلاد. فمن الحماقة تبديل المفسدة بأخرى أقبح منها. فنحن لا نقصي أحدا، وإنما نشترط الحفاظ على الثوابت.


* كيفما كان الحال تعتبر الجماعة ضمن الحركة، لهذا هل من المنتظر في ظل هذا التنافر بين التوجهات أن نعاين مسيرات هنا وهناك خاصة بكل طرف؟
** الإصلاح سيعم كل بلدان العالم العربي شاء من شاء وأبى من أبى، والتغيير قادم لا محالة سواء بحركة 20 فبراير أو بدونها. وأجدها مناسبة لأخاطب المسؤولين بأن يتحركوا للإصلاح وعدم ترك الفرصة لفئة تدعيه من أجل الفساد. فلابد من أمور استباقية، عدالة اجتماعية وتوزيع للثروات الوطنية، ومجانية الصحة والتعليم وقضاء مستقل. لأن الوضع الحالي يفرض ذلك.


* نشر مؤخرا بيان مذيل بتوقيع «ائتلاف المستقلين، تنسيقية البيضاء» يضم مطالب موجهة إلى الدولة والسلطة القضائية والأحزاب والنقابات والمجتمع المدني، فضلا عن النخب ورجال الأعمال دون إغفال مغاربة العالم والمواطنين إجمالا. السؤال هو مدى ترجمة هذا النداء فعلا لرؤية جميع المستقلين؟
** شارك في البيان كافة الشباب، لكن هذا لا يمنع من أن النقاش عرف خلافا حول الشكل بالخصوص، حيث اعتبره البعض متضمنا لنوع من الحشو وبعيد عن الصيغة التي كان يجب أن يخضع لها. أما من ناحية المضمون فكان عليه إجماع.


* بحكم مسايرتك لإيقاع الحركة منذ خلقها، كيف تنظر إلى الإنهاك الذي من المحتمل أن يصيبها ومن ثمة يعطل مفعولها في البناء الديمقراطي المرتقب؟
** كما قلت سالفا، فإن الإصلاح قادم لا محالة بالحركة أو في غيابها. ورجة هذا التحرك تأتي بغتة مثل الظواهر الطبيعية، إذ على الرغم من التوفر على أحدث تكنولوجية مراقبة الزلازل مثلا إلا أنه يحدث فجأة. وذلك الاضطراب الذي يلي السكون لبضعة ثوان من الممكن أن يأتي بحركة 20 فبراير أو بدونها. فعلى الدولة الآن مسؤولية القيام بجهد متقدم، وأخذ العبرة من دول أخرى لتفادي ما وقعت في مطبه. إذ للمغرب فرصة إصلاح دون إراقة قطرة دم واحدة. والمؤسف هو أنه عندما تغيب الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية تكون النتيجة هي الاعتقاد بأن تصحيح الوضع مقترن بالفوضى والعصيان المدني. وهذا خطأ، فمن الممكن تحقيق الإصلاح دون كل تلك الانزلاقات.


* عندما تقع مصادمات خاصة في اجتماع من الجموع العامة نسمع على الفور «المخزن يطلع برا». من هو هذا المخزن والمقصود به؟
** هذه نظرية يسارية معروفة منذ القدم، مؤداها تخوين الخصم والتشكيك في مصداقيته ووطنيته. فبمجرد أن تعارض التحالف الياسيني العدلاوي اليساري تتهم مباشرة سواء بأنك «مخزن» أو «سلفية جهادية» وغير ذلك، وذلك بغية تنفير النفوس منك وإقصائك من مجرد التحاور. فهذه كما قلت فكرة يسارية معروفة.


* إلى ماذا تدعو باسم المستقلين في خضم هذا الغليان «العشيريني»؟
** للمغرب فرصة تاريخية للإصلاح دون إسالة قطرة دم واحدة، فهناك حقبة مضت ولابد من تغييرها وإعادة هيكلتها، وأخذ رؤية جديدة للمستقبل وفتح حوار مع الشباب وسؤاله عما ينقصه بتعاون مع جميع الهيآت وأطر المجتمع المدني.
العدد 433

عن الكاتب

ABDOUHAKKI

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة لـ

مدونة خاصة بالدستورالمغربي

2017