آخر الأخبار

جاري التحميل ...

فواصل الأيام .. بعد الدستور... شرط الانتصار

فواصل الأيام .. بعد الدستور... شرط الانتصار





بديعة الراضي
في حراكنا المغربي، رفعنا كل شعاراتنا، وخرجنا إلى الشوارع، وأقفلنا الممرات، وقلنا بصوت متعدد نعم للحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية، ولأن حراكنا مختلف جدا ومبني على مسار قطعنا فيه أشواطا هامة نحو الديمقراطية، فإن نبرات صوتنا كانت مختلفة ومتعددة كتعدد مشهدنا، لكنها كانت نبرات تدعو إلى محاربة الفساد، ونبرات تدعوني في وقفة هذا الأسبوع، وأنا أفكر بصوت عال في مجمل العوائق التي بإمكانها أن تدفع بعودة المفسدين ليتسربوا إلى خرائط الطريق التي نناضل اليوم من أجلها تفعيلا لمقتضيات دستورنا الجديد. وهي نفس اللوبيات الفاسدة التي عاثت فساداً في أوراش فتحناها من أجل الإصلاح والتغيير، وكنا مشدودين بالفعل إلى إحراز نتائج تنموية ملموسة من بوابات مختلفة بنفس نضالي وأخلاقي، نحترم فيه تعاقدنا التاريخي مع الجماهير الشعبية.
وليس سرا إذ نكرر اليوم أن الفساد الذي تفنن فيه القائمون على الخلق والإبداع، في ممراته ودروبه وأحيائه، مستغلين في ذلك كل الثقوب الكائنة بالفعل في القوانين والتشريعات، هو فساد عجزنا عن التصدي له فرادى في مجتمع مثقل بسلوكيات متراكمة. ومكرسة بالفعل والقوة، والتي لا تستطيع أدبياتنا في السياسة والفكر أن تحد منها دون إحداث ثورة حقيقية في كل الأنفاق المظلمة منها على الخصوص من أجل اجتثاثها، لبناء مجتمع ديمقراطي منفتح على المستقبل المنشود.
فعلا إننا نسير، نتعثر، نسقط، لكننا ننهض ونمشي، ولهذا فإن الدستور الذي صوت عليه المغاربة بنعم بكثير من الأمل في التغيير، ليس إلا الخطوة الأولى على طريق الألف ميل، وتلك هي معركتنا الحقيقية التي ينبغي أن نتحمل فيها المسؤولية كاملة، وإن كانت القضية قضية الجميع، فإن المسؤولية مسؤولية الجميع، وهي رهينة بإصلاحات جذرية وعميقة، تتطلب القطيعة مع الماضي، الذي وإن قلنا في قريبه أننا ،مع تجربة التناوب، فقد فتحنا أوراشا وحققنا مكاسب هامة لا يمكن الاستهانة بها.
ولأن طموحنا هو بناء الدولة الحديثة بكل مقاييسها، فإن عدم تحريك الكثير من البرك الراكدة، سيكون حاجزا صلبا ومانعا دون تحقيق ذلك.
غداً سنكون وجها لوجه مع جماهيرنا الشعبية، ولن يخجلنا القول بأننا فشلنا في الكثير من التدابير التي تمس قطاعات تحملنا فيها المسؤولية، لكننا بالفعل لنا قناعة راسخة، ومن أجل مزيد من المكاشفة، أن الزمن القبلي المشدود بالفعل بالكثير من البرك الراكدة، ضيع على جماهيرنا الشعبية الكثير من فرص الإصلاح، وضيع علينا تحقيق الحلم الذي أشركنا فيه جماهيرنا في الكثير من الخطابات التي قطعنا فيها العهد على أنفسنا وأمام التاريخ أن المستقبل لن يبنى إلا بتحقيق العدالة الاجتماعية والكرامة والحرية.
وحراكنا اليوم، طرح منسجم مع أطروحتنا في بناء الغد الذي نحلم به، وهو غير منفصل عن مسارنا، لهذا فإن التشبث بالسير قدما نحو هذا الغد مع جماهيرنا الشعبية، هو في حد ذاته قناعة راسخة في ذاكرتنا المنفتحة على كل الأسئلة الجديدة في مجتمعنا.
إن أكبر ورش نفتحه اليوم والمتعلق بتفعيل مقتضيات الدستور، هو ورش نعي فيه جيداً أهمية وضع خرائط لهذا التفعيل والذي تسعى لوبيات الفساد إلى الحد منها ، والالتفاف عليها، لكي يظل هذا الدستور وثيقة مركونة في دواليب مغلقة، وتلك هي الحركات التي لا يرضاها مغرب اليوم، الذي لا نقبل فيه بأي تراجع إلى الوراء، لأن عزمنا اليوم المنوط بالإرادة السياسية التواقة إلى التغيير من أجل حراك مغربي إيجابي وهادف وإصلاحي، هو عزم ضد كل جيوب المقاومة المندسة هنا وهناك.
8/26/2011

عن الكاتب

ABDOUHAKKI

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة لـ

مدونة خاصة بالدستورالمغربي

2017